ربط السيارات بالإنترنت بحلول 2014



ترى شركات التكنولوجيا أن موجة أجهزة الكمبيوتر اللوحية في طريقها للهدوء، بينما انتهت بالفعل موجة تطوير الهواتف الذكية التي انطلقت منذ 5 سنوات. وتستعد هذه الشركات الآن لما يوصف بـ"الساحة الرقمية القادمة"، وهي السيارات المربوطة بالإنترنت.

فرغم أن القانون في بريطانيا يحظر منذ عام 2003 استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة، لكن بعد 10 سنوات من إصدار القانون بدأت شركات صناعة السيارات تأمل في أن تدفع التكنولوجيا المستخدمة في الهواتف الذكية إلى تغيير الطريقة التي نستخدم بها سياراتنا.

ويعني ذلك إدخال ثقافة التطبيقات الإلكترونية إلى السيارة، بدءً من خدمة تحدد ساحات الانتظار المتاحة وحجز المطاعم المحلية أو معرفة الاتجاهات التي تُعرض أمام قائد السيارة على زجاج السيارة الأمامي.

وتعتمد جميع هذه الخدمات على ربط السيارة بشبكة الإنترنت بما يسمح بتدفق المعلومات دون تكبد عناء البحث أو الضغط على ازرار، حيث أنها تعتمد بشكل كبير على اوامر صوتية يصدرها قائد السيارة.

وترى شركة إنتل أن السيارات المتصلة بخدمات الإنترنت هي بالفعل ثالث أسرع التكنولوجيات النامية بعد الهواتف والحواسيب اللوحية، بينما أعلنت شركة فورد للسيارات بشكل قاطع أن هذه الميزة تعزز مبيعات سياراتها، بعد إحصائيات أوضحت أن 50% تقريبا من المستهلكين يستهويهم وجود جهاز قادر على الاتصال بالإنترنت في السياراة.

التركيز الإعلامي حاليا على استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية أو إذاعات الإنترنت المدمجة أو الوسائط الذكية التي تعمل باستخدام الأوامر الصوتية، وهناك بالفعل تطبيقات تحدد أماكن محطات الوقود وأسعاره، كما تتيح لقائدي السيارات تحديد أماكن أبعد بضعة اميال تمكنهم من ترشيد النفقات عند تزويد سياراتهم بالوقود.

وتوجد أيضا تطبيقات تحدد لقائدي السيارات ساحة الانتظار المتاحة لسياراتهم في بعض المدن الكبرى، وذلك عن طريق استخدم اجهزة استشعار إلكترونية أو تحليل صور جوية لرصد المساحات في الشوارع، كما أجريت تجارب إلكترونية اديثة لتكنولوجيا السيارات التي تبين لقائد السيارة الفترة التي يقف فيها بسيارته في إشارة مرورية قبل الانطلاق من جديد.

وتنفق الشركات مليارات الآن على تطوير هذه الخدمات، مثل شركة إنتل التي ستستثمر وحدها 100 مليار دولار خلال السنوات الخمسة المقبلة في شركات تعمل في تسريع استخدام الإنترنت في قيادة السيارات.

ومن المتوقع أنه بحلول عام 2014 ستكون جميع السيارات التي تبيعها بعض الشركة الكبرى مزودة بنوع من أجهزة الاتصال بالإنترنت.

وعلى الرغم من ان قيادة السيارة تستحوذ حاليا على انتباه قائدها بشكل كامل، فإن النقاد يحذرون من مخاوف تتعلق بالسلامة إذا لم تحرز الشركات على الأقل المزيد من التقدم في انتاج سيارات ذاتية القيادة.

حيث ريجع ربع الحوادث المرورية في الولايات المتحدة إلى استخدام الهواتف المحمولة اثناء القيادة، بحسب المجلس الوطني لسلامة النقل.

لكن يمكن من خلال دمج جهاز استشعار يستدعى خدمات الاسعاف الطارئة في حالة وقوع حوادث مرورية معالجة القلق الذي يثار بشأن السلامة، وبموجب خطط للاتحاد الاوروبي سيجري تزويد جميع السيارات بنظام يعرف باسم "الاستدعاء الإلكتروني" (eCall) بحلول عام 2015.

لكن ما يتعلق بسلامة الطرق ليس هو فقط ما يؤرق جهود شركات الإنتاج، فوجود نظام بيانات في السيارة يجعلها عرضة للاختراق من الناحية الفنية من جانب أحد الاشخاص، وأكد مستشارون أمنيون هذا الاختراق بعد أن استطاعوا فتح باب سيارة وادارة محركها بدون مفتاح أو لمس السيارة نفسها عن طريق اعتراض رسائل لاسلكية بين السيارة والشبكة.

ويعتقد محللون أن الخطر ضئيل نظرا لما أنفقته الشركات من وقت في عملية التأمين وأخطار حدوث فشل.

وقال جون ليتش من شركة KBMG إنه "من الناحية النظرية يمكن حدوث اختراق للبيانات، غير ان شركات السيارات تدرك بشدة هذا الخطر وتعد نفسها جيدا لمواجهته".

وأضاف "السيارات التي تتمتع بامكانية الاتصال بالإنترنت سيجري تصميمها على نحو مناسب يكفل منع هذه الاختراق".

فعلى سبيل المثال تعمل شركة فورد على عزل التطبيقات الجديدة في سياراتها عن الأجهزة المهمة للسيارة، ما يجعل الاختراق مستحيلا بين الاثنين

0 comments: